jeudi 22 mai 2008

média




ديوان الفن للكتابة جميلة فليسى قنديل هو هدية لعشاق الفنون الجميلة··· ولأطفال مرضى السرطان

كاتب المقال: نزيهة زاوي
مارس 22, 2008 - 22:34 هناك نوع من الكتب المميزة التي بدأت تكتسح المكتبات جيدة الطبع، أوراقها فاخرة مزينة بصور مشرقة ومجلدة بإتقان مع حجم كبير و جذاب ··· هذه الكتب يسميها أصحابها الكتب الفنية وقابلها بالفرنسية الكتب الجميلة les beaux livres وهي عادة ما تحتوي على موضوعات حول الفن والإبداع والتراث والتاريخ


مثلا هناك كتاب عن الفنانة التشكيلية باية، أو عن مدينة تلمسان، و عن مدن الجنوب أو عن اللباس الجزائري أو الحلي وغيرها من الموضوعات التي تتطلب صورا تبهر القارئ وتجذبه، بل وأحيانا تكون النصوص بها أشعارا وبهذا يكون التزاوج بين الصورة والنص لتتحقق بذلك الجودة العالية، كل هذا العمل يخرج لنا كتبا فاخرة ولكنها باهضة الثمن، فلا تنزل عن 3000 دج للكتاب وأحيانا أكثر·
وسنحاول أن نعرض آخر مولود من هذا النوع الثمين من الإصدارات وهو كتاب "ديوان الفن" للكا تبة جميلة فليسي قنديل·
هذا الكتاب قاموس خاص بالفنانيين التشكيليين والخطاطين، والنحاتين الجزائريين سواء منهم القدماء أو المحدثين، الكبار المشهورين أو المبتدئين المتعلمين بمدرسة الفنون الجميلة·
عدد الفنانين الموجودين في هذا القاموس هو 1977 فنانا جمعتهم الكاتبة بعد خمس سنوات من البحث والجمع والترتيب،ولاشك أن ما دفع الكاتبةلتأليفه هو طبيعة عملها كمستشارة في وزارة الثقافة ثم عملها بالديوان الوطني لحقوق المؤلف، وهذا ما جعلها على اتصال مباشر بمختلف الفنانين والمبدعين والخطاطين وبما أن الوزارة طالبتها بتحضير أرضية العمل لقانون الفنان فهذا ما سمح لها باكتشاف الزخم الهائل الذي يزخر به وطننا في مختلف المناطق سواء بالعاصمة أو بالجنوب، أو المدن الداخلية·
وفكرت في جمع كل هذه الأسماء في كتاب واحد ليكون مصدرا للمحترفين والهواة معا·
إن كتابا من هذا الحجم وهذه القيمة تطلب من السيدة جميلة فليسي جهدا كبيرا وصبرا ومثابرة، فقد قامت بزيارة العديد من المتاحف الوطنية، وكانت لها لقاءات مع الفنانين أنفسهم وطرحت عليهم أسئلة، ودونت الأجوبة وزارت المعارض المختلفة كما أن تعاونها مع إحدى اليوميات الوطنية في الصفحة الثقافية زاد من اقترابها من مختلف الفنانين ومتابعتها لأعمالهم سواء منهم المقيمون بالجزائرأ وبالخارج، كل هذه الظروف واجتمعت في الوقت المناسب ما سمح للكاتبة بإخراج "ديوان الفن" في كامل روعته وأناقته وأعطت لكل فنان حقه وقدرة من التعريف حسب مكانته وأهميته وشهرته، فهناك من خصصت له صفحتان حول سيرته الذاتية ومسيرته الإبداعية مثل إسياخم ، ومحمد خدة وباية نظرا لعراقة أعمالهم وأهميتها في الساحة الإبداعية، وهناك من خصصت له قفزة صغيرة أو جملة قصيرة ، وهم أولئك المبتدئين المغمورين، لكن المهم أنه جرد لكل الفنانين التشكيليين والنحاتين وقد اتبعت في ذلك الحروف الأبجدية لأسمائهم ووضعت أمام كل واحد صورة لإحدى لوحاته أو تحفه الإبداعية له·
"ديوان الفن" هو كتاب مفتوح ككل القواميس يمكن إعادة طبعة بعد سنوات لإضافة الأسماء التي سوف تظهر من جديد وهو مرجع أساسي وبيداغوجي لطلبة الفنون وللأجانب الراغبين في إطلالة على هذا الجانب المشرق من بلادنا·
ومما يزيد من قيمته هو أن الكاتبة صرحت في مقدمته أن كل المداخيل التي تجنيها بعد بيعه سوف تعطيها لجمعية نور الضحى المهتمة بالأطفال مرضى السرطان! ولحسن الحظ فإن الكثير من زوار المعرض الوطني للكتاب بمكتبة الحامة قد اشتروا هذا الكتاب أثناء عملية البيع بالإهداء والتوقيع التي نظمتها المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية وقد عبرت لنا إحدى الموظفات هناك عن اندهاشها بهذا الإهتمام والإقبال على انتقاء الكتاب الذي يبلغ سعره 2500 دينارا·
وأخيرا يمكن اعتبار هذا القاموس الفني مبادرة جميلة تستحق الإشادة كما نوه د بذلك السيد منير بوشناقي المدير العام للمركز الدولي للدراسة من أجل صيانة وترميم الثروات الثقافية فقد قال في مقدمة هذا الكتاب بأنه قراءة في التجربة الجمالية للفنانين الجزائريين وزيارة لمتحف خيالي يمكن أن يصبح متحفا افتراضيا للفن الجزائري·
"ديوان الفن" هو جديد المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية فقد صدر منذ أيام فقط مارس 2008 ويعتبر فعلا تحفة فنية رائعة

Aucun commentaire: